كيف يمكن استغلال الوقت في زمن الكورونا؟
إن هذا الفيروس الخطير المسمى "فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)”، جعلنا
محبوسين في المنازل، لا نخرج منها إلا لقضاء حاجة ماسة مثل شراء الغذاء أو الأدوية،
وبذلك فقد قيد فيروس كورونا حريتنا الشخصية و جعلها تقتصر على حدود المنزل.
و في هذه الحالة سنكون عرضة للتوتر و القلق و الكلل و الملل. و ليس هذا
فحسب، بل سيقصر تفكير العديد منا. إذ سريعا ما يصبح المرء في زمن فيروس كورونا عاجزا عن إيجاد شيء يفعله أو يلهيه، و يسرع
أو يغير به سيرورة يومه، الذي لطالما اشتكى من طوله و خلوه من الأعمال المميزة. فنسق
الأحداث في زمن فيروس كورونا المستجد يتكرر مع مرور كل يوم. لكن لن تدوم هذه
الحالة بإذن الله، فصبرا جميلا.
قد يتساءل البعض:" إني صابر غير أن الملل أخذ من نفسي مأخذا عظيم شأنه.
فماذا عساي أفعل و بم عساي أقوم في زمن فيروس كورونا المستجد؟"
و للإجابة عن هذا السؤال، سأدلك على مجموعة من الأعمال قد تقلل من الملل و
الكلل الذي اقتحم نفسك.
الرسم و التصوير و التلوين
فعلى سبيل المثال، يجد البعض من الناس متعة لا توصف عندما يقومون بتمضية
وقت الفراغ الذي يملكونه في الرسم و التصوير و التلوين. غير أن البعض الآخر
يحتقره و لا يراه سوى مضيعة للوقت و الجهد.
و في هذه الحالة ماذا عساي أقول غير أن
الرغبات و الأفكار و الميول مختلفة و سوف يدرك الكثيرون هذا الاختلاف. و لا مناص
من احترامه خاصة في أيامنا هذه و في زمن فيروس كورونا المستجد. ذلك أن عند المكوث في
المنزل ترتفع إمكانية حصول خلاف بين أطراف الأسرة سواء كان ذلك بين الأبناء أو
الأولياء.
الموسيقى
و من جهة أخرى، يكرس آخرون جل وقتهم في قراءة السول فاج و العزف بالآلات الموسيقية
إذ أنهم يجدون في ذلك سبيلا للتخلص من الضغط النفسي و الإرهاق و الملل و الكلل و غيرها
من المشاكل كما يدعون.
الألعاب
من الناس من ينزوي لألعاب الفيديو الحديثة. و في هذا النطاق، نذكر
فري فاير (free fire) أو فورتنايت (fortnite) و هما من الألعاب التي ذاع سيطها. و قد ينزوي البعض الاخر من
الناس إلى ألعاب فكرية تنمي الذكاء و الذاكرة و منها نذكر على سبيل المثال الداما
و الأونو (Uno) و غيرها
من الألعاب. و هي ستكون خير وسيلة يمكن استعمالها للتخلص من الكلل و الملل في زمن
كهذا، زمن الكورونا.
الأفلام
قد يميل البعض إلى مشاهدة الأفلام سواء كانت أجنبية
أو عربية و حتى لو كانت أفلام كرتونية، فإن وظيفتها لن تزيح
عن ادخال البهجة و الفرح إلى نفوس و قلوب المتابعين و خاصة الترفيه عنهم و هو ما
يبحث عنه الناس في زمن فيروس كورونا المستجد. و كيف لا و قد طغى عليهم الملل و
الكلل؟
الربح من الأنترنت
في حين أن البعض يفضلون الأفلام أو الألعاب أو الموسيقى أو الرسم و التصوير
و التلوين، فإن من البعض الاخر من لا يمنعهم فيروس كورونا المستجد من العمل بل
يجعلون من مكوثهم في المنزل فرصة للعمل، و ذلك بغية الربح من الأنترنت.
فالبعض
منهم ينشؤون فيديو و من ثم ينزلونه على يوتيوب و اخرون يكتبون مقالات على بلووجر.
و منه هم يعملون في زمن فيروس كورونا المستجد الذي تم منعهم فيه من الخروج من
المنزل.
النحت على الخشب
إن النحت على الخشب له مجموعة من المتطلبات، إن توفرت عندك في منزلك فأبشر
لأنك ستتمكن بإذن الله من مجابهة الملل و الكلل طوال زمن فيروس كورونا المستجد.
فماهي هذه المتطلبات؟
أول هذه المتطلبات هو أن يتوفر الخشب اللازم للنحت و من
المستحسن أن تكون القطع كبيرة بما يكفي لتجسيم الشكل الذي ترغب في الحصول عليه. و
ثاني المتطلبات هو أن تتوفر لديك الأدوات الأساسية للنحت على الخشب. و اخر هذه
المتطلبات و ثالثها هو أن يتوفر عندك في المنزل حديقة أو مكان تستطيع أن تقوم فيه
بالنحت كما تريد و كما تشتهي نفسك.
قراءة القصص و المطالعة
يوجد جمع من الناس ينكبون على الكتب و القصص يطالعونها ليلا أو نهارا و إن
سألتهم ماذا عساكم تفعلون قالوا نغذي عقلنا و نعزز قدرته على الحفظ و..... و ليس
هذا فحسب فهم في الآن ذاته يقاومون الملل و الكلل و يحاربونهما و هذا النشاط يمكن
الاستفادة منه طوال زمن فيروس كورونا المستجد.
و في بعض الأحيان تكون القصة التي تقرأها في حد ذاتها مملة جدا. فبم عساها
أن تقوم غير أن تزيد نفسك مللا على الملل الذي تعاني منه من بداية الأمر و تشكو من
تراكمه على كاهلك. و في هذا السياق، و قبل الإقبال على المطالعة أو القراءة، تريّث
في اختيار الكتاب أو القصة التي تريد قراءتها و انتقها بحكمة و تأكد من أن تكون
مشوقة و قصيرة و حتى لو طالت كن على يقين من أنها تتمتع بسمة أساسية ألا و هي
التشويق.
و في هذا النطاق، و أيضا لتيسير عملية البحث عليكم قمت باختيار البعض من
القصص التي من الممكن أن تعجبكم و تشغل تفكيركم و تبعده عن فيروس كورونا المستجد و
خطورته و أعراضه و ضرورة الوقاية منه.
أولها هو كتاب كليبة و دمنة لعبد الله ابن المقفع.
ثانيها هو كتاب الأرواح المتمردة لـجبران خليل جبران.
الرياضة المنزلية
في زمن فيروس كورونا المستجد و نظرا لتوفر الوقت، يعد القيام بتمارين الرياضة المنزلية وسيلة يعتمدها
العديد من الناس للابتعاد عن الكلل والملل و كل ما يمكن أن يسبب أيا منهما.
و إضافة إلى ذلك، فإن العديد من الأطباء ينصحون بالقيام بتمارين الرياضة
المنزلية ليس فقط لمساعدتها على التخلص من الكثير من المشاكل النفسية بل أيضا
لأنها تساهم في تنشيط الدورة الدمويّة. إضافة إلى أن لها فوائد مُتعلّقة
بالتخلُّص من الوزن الزّائد والحصول على جسم صحيّ ورياضيّ.
و بممارستك إيّاها لن تتمكن فحسب من جني
هذه الفوائد بل أيضا من الاقتصاد و توفير النقود التي كنت ستنفقها للذهاب إلى ناد
رياضيّ.
عبادة الله سبحانه و تعالى
ما من أحد ينكر أن الاقبال على العبادة و الانزواء عليها و الخشوع فيها
يبعث في النفس و القلب الراحة و الرضى بما قدره الله سبحانه و تعالى. و ليس هذا
فحسب، فهو يبعد عن النفس الملل و الكلل و غيرها. و هو بذلك، أحسن ما
يمكن للمرء أن يقوم به طوال زمن فيروس كورونا المستجد. دون أن نغفل
عن ذكر فضل تلاوة القرآن الكريم و الإكثار من التسبيح لله و حمده على نعمه و ذلك
إضافة إلى الصلاة على رسول الله صلّى الله عليه و سلّم.
قد يحتقر البعض ما يحترمه البعض الآخر و في هذه الحالة سأكرر ما قلته سابقا
و هو أن الرغبات و الأفكار و الميول مختلفة و سوف يدرك الكثيرون هذا الاختلاف. و
لا مناص من احترامه خاصة في أيامنا هذه و في زمن فيروس كورونا المستجد. ذلك أن عند
المكوث في المنزل ترتفع إمكانية حصول خلاف بين أطراف الأسرة سواء كان ذلك بين
الأبناء أو الأولياء.
0 التعليقات
إرسال تعليق